كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فلما رأى أصحابه الناس قد انتهوا إليهم، عانق بعضهم بعضًا يبكون ولا يشكون، إلا أنه الملك الجبار الكافر، فقال لهم تمليخا: امكثوا حتى أدخل أولًا.
فدخل عليهم، فأخبرهم بالقصة.
قال ابن عباس في رواية أبي صالح: دخل عليهم الملك والناس، فسألوهم عن أمرهم، فقصوا عليهم قصتهم، فنظروا فإذا اللوح الرصاص الذي كتبه المسلمان فيه أسماؤهم وأسماء آبائهم، فقال الملك: هم قوم هلكوا في زمن دقيانوس؛ وأحياهم الله في زماني، فلم يبق أحد من الكفار مع الملك، إلا أسلموا كلهم إذا رأوهم.
فبينما هم يتحدثون، إذ ماتوا كلهم؛ وقال في رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إن القوم لما انتهوا إلى الكهف، قال لهم الفتى: مكانكم حتى أدخل على أصحابي، لا تهجموا عليهم فيفزعوا منكم.
فدخل فعمي عليهم المكان، فلم يدروا أين ذهب ولم يقدروا على الدخول عليهم، فقالوا: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا}، فجعلوا عليهم مسجدًا وصاروا يصلون فيه.
فذلك قوله: {فَضَرَبْنَا على ءاذَانِهِمْ في الكهف سِنِينَ عَدَدًا ثُمَّ بعثناهم}، أي أيقظناهم.
{لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ}، يعني: أي الفريقين المسلم والكافر {أحصى}، أي أحفظ.
{لِمَا لَبِثُواْ أَمَدًا}، يعني: لما مكثوا أجلًا؛ وكان المسلمان كتبا في اللوح، فظهر لهم مقدار ما لبثوا فيه، ولم يعلم الكفار مقدار ذلك؛ ويقال: {أَيُّ الحِزْبَيْنِ}، يعني: الذين كانوا مؤمنين قبل ذلك، والذين أسلموا في ذلك الوقت؛ ويقال: أي الفريقين أصدق قولًا، لأنهم قد اختلفوا في البعث منهم من كان ينكر ذلك، فظهر لهم أن البعث حق.
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم}، أي ننزل عليك في القرآن خبر الفتية {بالحق}، أي بالصدق.
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم}، أي صدقوا بتوحيد ربهم.
{وزدناهم هُدًى}، أي يقينًا وبصيرة في أمر دينهم.
{وَرَبَطْنَا على قُلُوبِهِمْ}، أي حفظنا قلوبهم على الإيمان: وقيل: ألهمناهم الصبر حتى ثبتوا على دينهم.
{إِذْ قَامُواْ} من نومهم: ويقال: قاموا بإثبات الحجة؛ ويقال: خرجوا من عند الملك.
{فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السموات والأرض لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إلها}، أي لم نقل من دون الله ربًا وإن فعلنا {فَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}، أي كذبًا وجورًا؛ ويقال: {شَطَطًا}، أي علوًا، يقال: قد أشط إذا علا في القول، أي جاوز الحد.
{هَؤُلاء قَوْمُنَا اتخذوا}، أي عبدوا.
{مِن دُونِهِ ءالِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بسلطان بَيّنٍ}، يعني: هلا يأتون بحجة بينة على عبادة آلهتهم.
قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى}، أي اختلق {عَلَى الله كَذِبًا} أن له شريكًا.
{وَإِذِ اعتزلتموهم}، يقول بعضهم لبعض: لو تركتموهم وما يعبدون إلا الله، يعني: لو تركتم ما يعبدون.
{وَمَا يَعْبُدُونَ إَلاَّ الله}؛ ويقال: لو اعتزلتم عبادتهم إلا الله، يعني: قولهم: الله خالقنا، ويقال: {وَإِذِ اعتزلتموهم}؛ هذا قولهم ثم قال حكاية عن قولهم، فقالَ: {وَمَا يَعْبُدُونَ إَلاَّ الله} يعني: أَصحاب الكهف.
{فَأْوُواْ إِلَى الكهف}، أي فارجعوا إلى الكهف؛ ويقال: فادخلوا الكهف.
{يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مّن رَّحْمَتِهِ}، أي يهب لكم ربكم من نعمته؛ ويقال: يبسط لكم من رزقه.
{وَيُهَيّىء لَكُمْ مّنْ أَمْرِكُمْ مّرْفَقًا}، أي يجعل لكم من أَمركم الذي وقعتم فيه ما يرفق بكم ويصلحكم؛ ويقال: مخرجًا ونجاة.
{وَتَرَى الشمس إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ}، أي تميل وتنحرف عن كهفهم.
{ذَاتَ اليمين وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ}، أي تجاوزهم؛ ويقال: تتركهم وتمر بهم.
وأصل القرض القطع، ومنه سمي المقراض.
{ذَاتَ الشمال}، أي شمال الكهف.
{وَهُمْ في فَجْوَةٍ مّنْهُ}، أي في ناحية من الغار؛ ويقال: في متسع منه.
فأخبر أنه بوأهم كهفًا مستقبلًا بنات نعش، والشمس تميل عنه وتستدير طالعة وغاربة، ولا تدخل عليهم فتؤذيهم، ولا يحلفهم سمومها فيغير ألوانهم وأبدانهم، وكانوا في متسع منه ينالهم نسيم الريح، وينفس عنهم غمة الغار، وكربه.
الغمة الهواء العفن، ويجوز الرفع النصب.
{ذلك مِنْ آيات الله}، أي ذلك الخبر والذكر؛ ويقال: ذلك الذي فعل بهم واختار لهم المكان الموافق من عجائب الله ولطفه وكرمه.
{مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد}، أي من يوفقه الله للهدى فهو المهتدي.
{وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّا مُّرْشِدًا}، أي موفقًا يرشده إلى التوحيد.
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: {مّنْ أَمْرِكُمْ مّرْفَقًا} بنصب الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم ونصب الفاء {مّرْفَقًا}، ومعناهما واحد وهو ما يرتفق به؛ وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: {تَّزَاوَرُ} بتشديد الزاي مع الألف، لأن أصله تتزاور أي: تميل، فأدغم وشدد الزاي، وقرأ ابن عامر {تَزْورُّ} بجزم الزاي وتشديد الراء؛ ومعنى ذلك كله واحد وهو الميل، ويجوز الرفع والنصب.
{مُّرْشِدًا وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} لأن عيونهم مفتحة؛ ويقال: من كثرة تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال.
{وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليمين وَذَاتَ الشمال}؛ وذلك أن جبريل عليه السلام كان يقلبهم في كل سنة مرة؛ لكيلا تأكل الأرض لحومهم؛ وهو قول ابن عباس؛ وقال مجاهد: مكثوا ثلاثمائة عام على شق واحد وقلبوا في التسع سنين.
{وَكَلْبُهُمْ باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد}، أي مَادًا ذراعيه بفناء الباب.
{لَوِ اطلعت عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا}، أي لو هجمت عليهم اليوم، لأدبرت فرارًا من هيئتهم.
وروى سعيد بن جابر، عن ابن عباس أنه قال: غزا معاوية غزوة نحو الروم، فمروا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف؛ فقال: لو كشفنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال ابن عباس: قد منع الله ذلك عمن هو خير منك، يعني: قال للنبي صلى الله عليه وسلم {لَوِ اطلعت عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}؛ فقال معاوية: لا أنتهي حتى أعلم علمهم، فبعث ناسًا، فقال: اذهبوا فادخلوا الكهف، فلما ذهبوا ودخلوا، بعث الله تعالى ريحًا فأخرجتهم.
ثم قال تعالى: {وكذلك بعثناهم}، أي أيقظناهم من نومهم جياعًا كما رقدوا.
{لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ}، أي ليتحدثوا بينهم.
{قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ}، أي كم مكثتم في نومكم؟ {قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا}؛ فلما رأوا الشمس قد زالت قالوا: {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فابعثوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذه إلى المدينة}.
وروى مجاهد، عن ابن عباس قال: كانت دراهم أصحاب الكهف مثل أخفاف الإبل.
قرأ ابن كثير ونافع {وَلَمُلِئْتَ} بتشديد اللام، وهي لغة لبعض العرب، وقرأ الباقون بالتخفيف، وهما لغتان؛ وقرأ أبو عمرو وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر {بِوَرِقِكُمْ} بجزم الراء؛ وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان.
{فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أزكى طَعَامًا}، أي أطيب خبزًا أو أحل ذبيحة؛ وهذا قول ابن عباس؛ ويقال: أي أهلها أزكى طعامًا؛ وقال عكرمة: أي أكثر وأرخص طعامًا.
{فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مّنْهُ}، أي بطعام مِنْهُ؛ وَيُقَالُ: أَزْكَى طعامًا أي: لم يكن غصبًا ولا من جهة لا تحل.
{وَلْيَتَلَطَّفْ}، أي وليرفق في الشراء.
{وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}، أي لا يُعلمن بمكانكم أحدًا من الناس.
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ}، يعني: إن يطلعوا عليكم {يَرْجُمُوكُمْ}، أي يقتلوكم.
{أَوْ يُعِيدُوكُمْ في مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُواْ إِذًا أَبَدًا}، أي لن تفوزوا، ولن تسعدوا إذًا أبدًا إن عبدتم غير الله تعالى.
{وكذلك أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ}، يقول: أطلعنا الملك عليهم.
قال القتبي: وأصله في اللغة أن من عثر بشيء، نظر إليه حتى يعرفه فاستعير العثار مكان التبين والظهور {لِيَعْلَمُواْ أَنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ}، يعني: البعث بعد الموت؛ وذلك أن القوم كانوا مختلفين، منهم من كان مقرًا بالبعث، ومنهم من كان جاحدًا.
فلما ظهر حالهم، عرفوا أن البعث حق وأنه كائن.
{وَأَنَّ الساعة لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يتنازعون بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ}، يعني: إذ يختلفون فيما بينهم؛ وقال بعضهم: اختلفوا فيما بينهم هو ما ذكر بعد هذا في عددهم؛ وقال بعضهم: اختلفوا.
فقال المؤمنون: فيما بينهم نبني مسجدًا؟ وقالت النصارى: نبني كنيسة.
فغلب عليهم المسلمون وبنوا المسجد.
فذلك قوله تعالى: {فَقَالُواْ ابنوا عَلَيْهِمْ بنيانا}، أي مسجدًا.
{رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ}، أي عالم بهم.
{قَالَ الذين غَلَبُواْ على أَمْرِهِمْ}، يعني: الذين كانوا على دين أصحاب الكهف وهم المؤمنون.
{لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا}؛ قال الزجاج: فيه دليل أنه ظهر أمرهم، وغلب الذين أقروا بالبعث على غيرهم، لأنهم اتخذوا مسجدًا؛ والمسجد يكون للمسلمين.
{سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُم}؛ قال بعضهم: اختلفوا في أمرهم في ذلك الوقت؛ ويقال: هذا الاختلاف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أخبر الله تعالى نبيه أنه لو سأل أهل الكتاب يختلفون عليه.
فسألهم، فاختلفوا وذلك أن أهل نجران، السيد والعاقب ومن معهما، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان السيد صارمًا يعقوبيًا، والعاقب نسطوريًا، وصنف منهم ملكانيًا فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة أصحاب الكهف، فقال السيد وأصحابه: ثلاثة رابعهم كلبهم.
{}؛ قال بعضهم: اختلفوا في أمرهم في ذلك الوقت؛ ويقال: هذا الاختلاف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أخبر الله تعالى نبيه أنه لو سأل أهل الكتاب يختلفون عليه.
فسألهم، فاختلفوا وذلك أن أهل نجران، السيد والعاقب ومن معهما، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان السيد صارمًا يعقوبيًا، والعاقب نسطوريًا، وصنف منهم ملكانيًا فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة أصحاب الكهف، فقال السيد وأصحابه: ثلاثة رابعهم كلبهم.
{وَيَقُولُونَ}، أي العاقب وأصحابه: {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بالغيب}، أي ظنًا بالغيب لا علم لهم.
{وَيَقُولُونَ}، أي صنف منهم: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}.
قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ}؛ وهذا إخبار من الله أن عدتهم سبعة.
قال ابن عباس، وفي رواية أخرى أنه قال: أظن القوم كانوا ثلاثة.
قال واحد منهم: كم لبثتم؟ فقال الثاني: لبثنا يومًا أو بعض يوم.
فقال الثالث: ربكم أعلم بما لبثتم.
وروي عن ابن عباس أنه قال إنهم سبعة وذكر أسماءهم، فقال: مكسلينا وهو أكبرهم، وتمليخًا، ومطرونس، وسارينوس، ونوانس، وكشطود، وبيونس، وبطنبور، وليونس.
وذكر في رواية وهب أسماؤهم بخلاف هذا إلا تمليخا، فقد اتفقوا على اسمه؛ وقال ابن عباس: كان اسم الكلب قطمير؛ وقال سعيد بن جبير: كان اسمه فرفدين؛ ويقال: كان لونه خليج؛ ويقال: كان لونه غلبة بالفارسية ومعناه بالعربية أبلق؛ وقال بعض المحدثين: إن كلب أهل الكهف يكون معهم في الجنة؛ وقال بعضهم: يصير ترابًا مثل سائر الحيوانات.
وإنما الجنة للمؤمنين خاصة.
ثم قال عز وجل: {فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظاهرا}؛ قال قتادة: {فَلاَ تُمَارِ}، يقول حسبك ما أعلمناك من خبرهم.
{وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَدًا}، أي لا تسأل عن أصحاب الكهف من النصارى أحدًا.
{وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء إِنّى فَاعِلٌ ذلك غَدًا إِلاَّ أَن يَشَاء الله}، يعني: إلا أن تستثني، فتقول: إن شاء الله.
{واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}، يعني: إذا نسيت الاستثناء، فاذكرها بعد ما ذكرت واستثن.
وهذا في غير اليمين؛ وأما في اليمين، فاتفق الفقهاء من أهل الفتوى أن الاستثناء لا يكون موصولًا إلا رواية عن ابن عباس، روى عنه مجاهد قال: يستثني الرجل في يمينه متى ذكر.
ثم قرأ: {واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}.
وهذه الرواية غير مأخوذة.
وروى أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كَانَ لِسُلَيْمَانَ بنِ دَاودَ مِائةُ امْرأَة، فَقَالَ: لأَطُوفَنَّ اللَّيلةَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا وَكُلُّ امْرَأَةٍ تَأْتِي بِغُلاَمٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله، وَنَسِيَ أَنْ يَقُولَ: إِنْ شَاءَ الله. فَلَمْ تَأْتِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشَيْءٍ، إِلاَّ امْرأَةٌ وَاحِدَةٌ أَتَتْ بِشِقِّ غُلامٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيِدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ الله، لَوُلِدَ لَهُ ذَلِكَ وَكَانَ دَركًا له فِيْ حَاجَتِهِ».
ثم قال تعالى: {وَقُلْ عسى أَن يَهْدِيَنِى رَبّى}، أي يرشدني {لاِقْرَبَ}، أي لأسرع {مّنْ هذا} الميعاد الذي وعدت لكم، {رَشَدًا}؛ أي صوابًا؛ وهذا قول مقاتل؛ وقال الزجاج: معناه عسى ربي أن يعطيني من الآيات والدلائل على النبوة، ما يكون أقرب في الرشد وأدل على قصة أصحاب الكهف.